|
|
|  |  |  | | |
|
|
|
|
مدخل إلى لسانيات سوسير  كان لابد من تحيين عربي لعمل سوسير الذي عبرت عنه محاضراتهفي ضوء كتاباته(في الجوهر المزدوج للغة) لتضع حدا للتأويلات والقراءات "الإيديولوجية"، ولتؤكد أن سوسير قد تعدد بتعدد المجال اللساني المفتوح على مقتضيات الاستعمال اللغوي، وأن هذا التعدد سابق ومواكب لكتاباته؛ بل ومؤسس لها.لذا وجب القول إن سوسير لمينشغل قطباللغة باعتبارها نسقا تقنيا مغلقا، بل انشغل باللغة في إطار استعمالاتها المتعددة. فكان النظر إليها متفاوتا. وعلى الرغم من الاعتراضات الفكرية والمنهجية على عمله كليا أو جزئيا، فقد ظل سوسير حاضرا وظلت آثاره شاهدة على انفتاح فكري قل نظيره، وعلى راهنية عز مثيلها. ومع توالي ظهور وثائقه العلمية، بقيت محاضراتهصامدة تبوح بما صرح به في الجوهر المزدوج للغة الذي جاء ليحسم في عدد من التأويلات والمراهنات غير العلمية.
يعد كتاب المحاضرات من الكتب الكلاسيكية المؤسسة التي أكدت أن للحقيقة اللغوية سبلا متعددة. وقد توج كتاب كتابات هذه النظرة. في هذا الأفق، نتقدم بهذه المحاولة للمرة الثانية في صيغة منقحة ومزيدة لعلنا نبنيتلقيا عربيا يقظا لسوسير ولمختلف النظريات اللسانية علما بأنكتابات سوسير، بقطائعها وامتداداتها، كانت وتبقى مدخلا رئيسا إلى اللسانيات العامة.
|
|
| | | |
حضور في المكان
آراء ومواقف
يضم هذا الكتاب مجموعة من مقالات وحوارات عبد الله حمودي، تناول فيها، على مدى سنوات،مواضيع تتعلق بالحالة السياسية والمجتمعية والثقافية والدولية التي سادت المغرب الكبير ومنطقة الشرق الأوسط. فهو،إلى جانب كونه أحد أبرز علماء الأنثربولوجيا العرب،فاعل مدني وسياسي نشيط، يمثل نموذج المثقف العضوي.تدل على ذلك نصوص هذا الكتاب التي تقدم، ولو بصورة تقريبية، معنى حضور عبد الله حمودي في المكان، من خلال مواقف وآراء تتسم بالجرأة في التفكير والتعبير. ومن أبرز ما تتناوله قضايا الهوية والحرية والحداثة والمجتمع المدني. نصوص ذاتخيط ناظم، هو مناهضة السلطوية، والالتزام بقضية الديمقراطية، والدفاع عن حرية التفكير والتعبير، وكرامة الشعب، مع ممارسة نقد المواقف الدوغمائية السائدة في بعض الاتجاهات الفكرية والسياسية. من خلال هذه النصوص نطلع على آراء ومواقف حيّة لا هوادة فيها، مكتوبة بلغة عربية سلسة،توفر لقارئها المتعة والفائدة. |
|
| | | |
لن تتكلم لغتي  تكلم بلسانـي، وإلا فاصمت: إنها حالة شائعة إلى حد كبير .لماذا لا تتكلم كما أتكلم؟ لماذا يختلف لسانك عن لساني؟ في لحظات التعب والإرهاق، قد يحدث أن أشعر بالسخط والغضب وأنا أرى شخصا يجهل لغتي، وقد يبلغ الأمر أقصى مداه فأعتقد أن الذنب ذنبه، وأنه لا شك يتعمد بوقاحة التحدث بلغة أخرى للاستهزاء بي وإغاظتي... والأدهى من ذلك أن هذا السخط قد يبرز حتى عندما يشاطرني المتكلم اللغة نفسها التي أتحدث بها : يكفي أن يستعمل عبارات شعرية أو فلسفية لا أفهمها لكي أتوجس منه وأعتبر كلامه كلاما لا يطاق، وأن لا مبرر لبذل أدنى مجهود
لمحاولة فهمه وسبر أغواره، إن كانت له أغوار. وفي هذا الصدد، أتذكر جملة وردت في إحدى مقامات الحريري: يتقدم أبو زيد السروجي وابنه إلى أحد القضاة ويخاطبانه بكلام غير مفهوم، فيقول لهما: إما أن تبِينا، وإلا فبِينا. إما أن تتكلما بوضوح وإلا فاغربا عن وجهي.
|
|
| | | |
الكتابة والتناسخ  الوفاء لعالم الألفة لا يعني الانفصال الكلي عن عالم الغرابة. وإلا فلماذا يشعر السندباد بحاجة ملحة إلى رواية تجاربه، ولماذا «صار كل من سمع بقدومه يجيء إليه ويسأله عن حال السفر وأحوال البلاد فيخبره ويحكي له ما لقيه وما قاساه»: حكاية السندباد بمثابة حوار، أو جدل، بين الانغلاق والانفتاح، تماماً كالثقافة العربية المعاصرة لها (الجاحظ مثلا) التي تتميز بالالتحام بين عناصر مألوفة وأخرى غريبة، بين البر والبحر.
واليوم من ينكر أن السندباد لا يزال يخاطبنا عبر القرون ويسألنا عن علاقتنا بالعالم المألوف وبالعالم الغريب (الغربي)؟ لقد كثر حفدَتُه على الخصوص منذ عصر النهضة (أنظر على سبيل المثال الساق على الساق لأحمد فارس الشدياق وحديث عيسى بن هشام للمويلحي) وليس في الأفق ما ينبىء بأن عهد «السّنادبَة» قد انتهى. بصفة أو بأخرى كلنا اليوم، في العالم العربي، سندباد.
|
|
| | | |
الأدب والغرابة  الوفاء لعالم الألفة لا يعني الانفصال الكلي عن عالم الغرابة. وإلا فلماذا يشعر السندباد بحاجة ملحة إلى رواية تجاربه، ولماذا «صار كل من سمع بقدومه يجيء إليه ويسأله عن حال السفر وأحوال البلاد فيخبره ويحكي له ما لقيه وما قاساه»: حكاية السندباد بمثابة حوار، أو جدل، بين الانغلاق والانفتاح، تماماً كالثقافة العربية المعاصرة لها (الجاحظ مثلا) التي تتميز بالالتحام بين عناصر مألوفة وأخرى غريبة، بين البر والبحر.
واليوم من ينكر أن السندباد لا يزال يخاطبنا عبر القرون ويسألنا عن علاقتنا بالعالم المألوف وبالعالم الغريب (الغربي)؟ لقد كثر حفدَتُه على الخصوص منذ عصر النهضة (أنظر على سبيل المثال الساق على الساق لأحمد فارس الشدياق وحديث عيسى بن هشام للمويلحي) وليس في الأفق ما ينبىء بأن عهد «السّنادبَة» قد انتهى. بصفة أو بأخرى كلنا اليوم، في العالم العربي، سندباد.
|
|
| | | |
|
6 عمارة يوسف 2، إقامة الموحدين، شارع الحزام الكبير، الحي المحمدي، الدار البيضاء 20570- المغرب
الهاتف / الفاكس: 23 23 34 522 212+ :Tél / Fax
البريد الإلكتروني: toubkal1985@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة دار توبقال للنشر 2005
|
|
|